الخميس، 23 فبراير 2017

آه ... يــا بورسعيدي

آه ... يــا بورسعيدي
    الأربعاء 22 فبراير 2017 02:33 مساءً


بـورسعـيـد مـوجـوعة وتئن وغضبها يتراكم، وأهلها إحساسهم بالظـلم والاضطهاد يتضاعـف، وعـلاقـتهـم بالـسلطـة تزداد سـوء، فـلا مـبارك أنصفهم ولا حكم الإخوان أرضاهم، والآن لا أحد يبدو مستعداً لمداواة جـروحـهـم الـغـائـرة.

فـبعـد أن صـب بالأذهـان إعلام الـزيف والضلال، وبرعاية من سلطة حاكمه لم تكن تنظر سوى تحت أقدامها، وعـبـر حـديث استطال، وملأ مسامع الدنيا وقـوف مـؤامـرات سـيـاسـيـه خـفـيـه وراء أحداث إستاد المصري الـدامية عـلى نحو رسخ بوجـدانهـم قـناعـه بـوقـوع أبناءهم ضحية صراع سلطوي تم سحـب الفـيشـة وتـدويـر اسطوانة تـورطهم بقتل وأراقه دماء جماهير الأهلي.

ولـم تـفـلح كـل محاولاتهـم لـنـفـى التهـمه الجائـرة عـنهـم، فـلا كـلمات، أو عبارات التنديد والاستنكار أصابت، ولا مسيرات الاحتجاج السلمية بددت ،ولا العنف المرفوض قـربهم من تحقيق هدفهم.. بل أذهب أرواح أكثر من ستين من أبنائهم دون أن تسقـط علـيـهـم دمـعـة واحدة.. لا من عين الإعلام أو السلطة.

وراحـت كـل جهـود القانونيين الـذيـن استجلبوهم للـدفـاع عن أبناءهم، أو بالأدق لأبعاد التهمة عن كل بورسعيدى سدى.. بعد أن أيدت محكمة النقض حكم إعدام عـشـرة وحــبــس آخــريــن مــن المتهمين بـتـلك القضية الـمـوسـومـة إعــلامــيـاً بمذبحة بورسعيد، ولم يعد هناك سبيل قضائي أمامهم، وان بقيت ســلــطــة رئــيــس الجمهورية في التصديق أو التخفيف.

بالطبع لسنا بصدد ذم أو مدح حكم النقض، فـلو شككنا بالقضاء لن يعد لنا بهذا البلد مـلاذاً آمن، فحفاظنا على مكانته مـن أجل أنفسنا وسلامنا النفسي والاجتماعي قبل كل شيء.. كما أنه ليس لنا حاجه الآن للحديث عـن إهمال شـرطـي شــاب تأمين المباراة الكارثية، أو حتى فـتح ملف العــلاقـة المتوترة دائماً بين نادي الأهلي وجماهير مدن القناة عموماً.. رغم أنه يستحق لضرورة تفريغه من صديده وجراحه المزمنة.

فكل ما هنـالك أننا نريد أن نلفت النظر لوجود شعب مدينه كانت عبر التاريخ نموذج لمعنى الوطنية والكفاح.. تراكمت مشاعره الغاضبة لحد كإرثي، وتتضاعف كل يوم أحاسيسه بالانعزال ولو شعـورياً، ولا يـجـد إذن صاغية، أو قلوب حانية.

فالبورسعيدية روابطهم متينة، فالذي يصيب أبسط مسكن بالزهور يـقع صــداه بقـلـب أفخم عـقـار بحي الـبـودرة.. كـمـا أنهم لا يـفـصـلـون كثيراً بيـن ما هـو سياسي، واقتصادي، ورياضي.. والمـصري بالـنسـبـة لهم العشق و المأوى بل الحياة كلها أحياناً.

ومـن ثم فـلا سبيل أمام الـدولة بـكـل مـؤسـسـاتها الـرسمية والمـدنـيـة ..غير الذهاب لهم إلا إذا كنا نرغب في إعادة إنتاج مـأساة بـدو سيـنـاء ثانياً لتفريغ بـخـار الحـزن والآسي الجاثم فوق الصدور، وإلا فلننتظر ما هو أسوء.

ويكفى للتدليل عـلى صدق كلامى.. ذاك الكليب الذي انتشر على مواقع شبكات الـتـواصـل الاجــتـمــاعي، وفـيـه يـتغـنى شــبــاب بورسعيدي لا أظنه إخواني، أو له عــلاقة  بالسياسـة أصلاً.. بكلـمات تحـمـل كــل معانى الغـضـب والظلـم والقهـر الراسخ تحته نفوسـهم الآن، فــكــرة اللهب امتدت لـحـد مطالـبتـهـم بـسـقـوط نظام الحكم.. فهل نـريـد وضع البورسعيدية بتلك الخانة.

المنشور الاصلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

- خواطر حول مستقبل مستقبل الإعلام والسياسة

- خواطر حول مستقبل الإعلام والسياسة : ................................................................. ما ادخلته وسائل التواصل الاجتماعي...