الأحد، 10 ديسمبر 2017

- خواطر حول مستقبل مستقبل الإعلام والسياسة


- خواطر حول مستقبل الإعلام والسياسة :
.................................................................

ما ادخلته وسائل التواصل الاجتماعي من تحولات "جذرية" في الفعل السياسي ومنظومة اتخاذ القرار ومنظومة "المعارضة" ، و أنماط الضغط السياسي وتشكيل الأفكار ، وآلية الحشد السياسي سواء حشد "الرأي" أو حتى الحشد الميداني ، وما أحدثته من تحول في عملية "الصحافة" وفرض مواضيع البرامج وتحول هذه الوسائل إلى وجهة المعدين والصحفيين بدلا من السياحة في الشوارع كل هذه التحولات ستشكل تغييرا ملحوظا وكبيرا في مستقبل الحياة السياسية ، فاليوم متخذ القرار ينشر قرار ويتراجع عنه بعد رصده لعمليات رفض واسعة في ساعات بعد أن كانت هذه العملية تحدث في أسابيع ، إننا أمام تحولات كبيرة ستفرض على الدارسين والمنظرين للعملية السياسية اعادة النظر في كل ما كتب حولها

لكن لم تستطع وسائل التواصل الاجتماعي الانتقال من التأثير في المعارك السياسية للتأثير في المعارك "الانتخابية" الواسعة ، فما زالت هذه العملية مرتبطة بالواقع "الطبيعي" وليس "الافتراضي" وحسمها يتطلب عملا كبيرا على الأرض واحتكاكا مباشرا بالجمهور ، فالشرائح الواسعة من الشعب المصري مازالت لم تتم "عولمتها" بشكل كامل واخضاعها للإعلام ، ومازال الانتشار المجتمعي عاملا رئيسيا في حسم معارك "الانتخابات" ولكن تدريجيا سيأخذ الإعلام هذا الحيز أيضا ليتحول "الإعلام" إلى مجال "السياسة" وتتحول الممارسة السياسية في الأحزاب إلى قسم الإعلام والتواصل ، ويصبح السياسي هو جزء من منظومة الإعلام .. إنه الاحتكار القادم لا محالة

وهذه الحتمية منذرة بتحولات كبرى إن لم تلحظها إدارات الكيانات السياسية في تعاطيها مع المستقبل فسوف تتحول الأغلبية إلى "أقلية" وتتحول الأقلية إلى أغلبية ، لأن محركات الانتشار والتأثير وقتها ستكون متناسبة و "احترافية" العمل الإعلامي والرسالة الإعلامية ، و التعاطي التقليدي مع هذه التحديات يوقع المتعرضين لها لخطر فقدان مواقعهم محكوما عليهم جراء جمودهم وتقليديتهم ، حتما ستتحول الكيانات الإعلامية إلى "أحزاب" تحرك الواقع وتصنع التوجهات وتصنع الساسة ، ويجب التعامل مع هذه الحقيقة من الآن والإعداد لها جيدا .

و إذا سلطت الضوء على "الإسلاميين" ومستقبلهم في هذه العملية ، فالموروث الإسلامي قوامه "الدعوة" والدعوة عملية "إعلامية" في أساسها ، و النبي يقول (خلوا بيني وبين الناس) ، فالمنظور "الإسلامي" قائم على هذه العملية ، وحين نجد الإسلاميين متأخرين في هذه العملية بل إعلامهم هو "أسوأ" اعلام موجود ، وهذا يدل على أنهم مغتربون عن نموذجهم ، ومازالوا يعيشون في أسر "الشكل التاريخي" ولم ينفذوا إلى "مضمون التصور" الخاص بالإسلام ، فالخطيب والمنبر والخطبة والجمعة والجماعة و الأعياد كلها مناسبات "تواصل جماهيري" وعملية اتصالية إعلامية بامتياز ، ومستقبل السياسة في مصر والعالم ستحول جوهر العمل السياسي من "العمل الحزبي" إلى "العمل الإعلامي ، وستكون الاحزاب فروع عن الإعلام ، وهذا تحدي كبير لهم ننتظر ترجمته لواقع من الآن

* ونلتقي لاحقا مع خواطر حول مستقبل الاعلام والسياسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

- خواطر حول مستقبل مستقبل الإعلام والسياسة

- خواطر حول مستقبل الإعلام والسياسة : ................................................................. ما ادخلته وسائل التواصل الاجتماعي...